المدونة
ربما نعيش دائمًا خائفين…
خائفين من كل شيء.
خائفين من الحياة ذاتها، من الفقد، من الخسارة، من البدايات، ومن النهايات أيضًا.
خائفين من أن نمنح أنفسنا فرصة أخرى… أن نجرّب من جديد، أن نشعر مرة أخرى، أن نؤمن أننا نستحق.
نقف عند مفترقات الطرق حائرين، لا ندري أي اتجاه نسلك، نخشى الاختيار، نخشى الندم، نخشى أن نُجرح مرة أخرى!
إلى أن يحدث شيء ما…
شيء صغير، لكنه عظيم بأثره.
يجعلنا نشعر فجأة أننا نريد المزيد من المشاعر،
أننا لم نعد نخشى السقوط، أو الوداع، أو الخسارات العابرة.
نكتشف أننا لم نعد نخشى أن تفوتنا لحظات الحياة، أو حتى أن تضيع تفاصيلها الصغيرة في ذاكرتنا.
ما أن يدخل إلى حياتك شخص صغير،
شخص يُعلّمك دروس الحياة دون أن يتكلم كثيرًا،
يُريك أن الشعور بالفرح الحقيقي لا يحتاج إلى قمم شاهقة ولا بحار عميقة.
يُلفت نظرك أن الجمال موجود حتى في أقسى اللحظات وأشد الأماكن ظلمة،
ما دمت تعيشها معه بصدق وتأمل كبير.
يُعلمك هذا الكائن الصغير أن لا بأس أن تضل الطريق أحيانًا،
بشرط أن تواصل البحث عن طريق العودة،
ولكن وأنت تبحث عن طريق العودة، إياك أن تنسى أن ترى أشيائك المهمة من حولك…
تلك التي تنتظرك بصمت، وتمنحك القوة دون أن تطلب شيئًا في المقابل.